مقال من غزة عن جوزيه


هل ينجح جوزيه مع الأهلي ؟؟

بقلم : عاهد عوني فروانة
غزة – فلسطين

في خطوة كانت منتظرة أعلن النادي الأهلي المصري عن عودة المدرب البرتغالي الشهير مانويل جوزيه لقيادة الفريق الأول خلال الفترة المقبلة بعد تركه للنادي الأهلي منذ عام ونصف وخوضه مغامرة تدريب منتخب انجولا وفريق نادي اتحاد جدة السعودي ولم يحقق النجاح المنتظر قياسا بنجاحاته العظيمة والغير مسبوقة مع النادي الاهلي ، والتي كانت السبب الرئيسي في سعي منتخب انجولا ونادي اتحاد جدة للتعاقد معه على أمل أن يكرر ولو نصف نجاحاته وبطولاته مع الأهلي ، إلا أن المغامرتين انتهتا سريعا وبدون نجاحات تذكر ، ولكن بالتأكيد أن ذلك لا يقلل من قيمة مانويل جوزيه كمدرب عبقري استطاع مع نجوم الاهلي الأفذاذ وإدارته الحكيمة الظفر بتسعة عشر بطولة متنوعة ما بين دوري وكاس وسوبر وابطال أفريقيا وكاس العالم للأندية مما جعل القارة السمراء تكتسي باللون الأحمر بعد سيطرة الأهلي المطلقة على معظم البطولات القارية في عهد جوزيه ، وجعل إفريقيا كلها تعرف جيدا نجوم الأهلي أبو تريكة وبركات ووائل جمعة وعصام الحضري وغيرهم .
والآن وبعد عودة جوزيه من جديد يقفز السؤال الذي يردده الجميع : هل يكرر جوزيه نجاحاته وبطولاته مع النادي الأهلي ؟؟
تبدو الإجابة صعبة في الوقت الراهن ، فهناك من يقول بان جوزيه لن يستطيع أن يحقق نفس النجاح الذي حققه في السابق وذلك لان النجوم الكبار الذين اعتمد عليهم في الفترة الماضية انخفض مستواهم وتخطوا الثلاثين من العمر ولم يعد بمقدورهم أن يقدموا نفس الأداء الذي قدموه في الفترات السابقة ، كما أن مستوى المنافسة سواء على المستوى المحلي أو الأفريقي قد ارتفع وخاصة مع ظهور أندية الشركات والمؤسسات والتي لديها القدرة المالية التي تستطيع من خلالها جلب أفضل اللاعبين والاحتفاظ بهم ، لذلك من الصعب على النادي الأهلي أن يقوم بشراء اللاعبين الذين يحتاجهم كما في السابق ، كل ذلك سيكون عوامل معاكسة لجوزيه وستعمل على تقليل فرص نجاحه مع الأهلي .
ولكن في المقابل هناك من يؤكد بان جوزيه قادر على تكرار البطولات والانجازات مع النادي الأهلي ويستدل على ذلك بالفترة الأولى التي استلم فيها جوزيه النادي الأهلي في العام 2001 والتي استطاع خلالها إعادة الأهلي إلى منصات التتويج الأفريقي من خلال حصوله على بطولتي دوري إبطال أفريقيا والسوبر الأفريقي وهزيمة الزمالك التاريخية بستة أهداف مقابل هدف والفوز على ريال مدريد وكل ذلك بفريق خالي تقريبا من النجوم ، ولكن بعبقريته ودهائه استطاع أن يقود مجموعة من اللاعبين المغمورين والشباب لتحقيق هذه الانجازات خلال عام واحد فقط .
أمام هذين الموقفين يمكنني أن أقول أن جوزيه قادر على قيادة سفينة الأهلي إلى استعادة البطولات والانجازات ولكن بشرط أن يعود بطموح جديد ورغبة أكيدة وان ينسى بطولاته وانجازاته السابقة ويبدأ صفحة جديدة يعمل من خلالها على تكوين فريق جديد قادر على صناعة مجد جديد ، وليس المقصود بصناعة فريق جديد الاستغناء عن النجوم الكبار ولكن أن يتم إعادة صهر النجوم الكبار مع جيل الوسط ومع اللاعبين الشباب والناشئين ، فالأهلي يمتلك جواهر ثمينة تمثل ثلاثة أجيال ، فجيل الخبرة يضم أبو تريكة وبركات وجمعة واحمد حسن وسيد معوض وحسام غالي ، وجيل الوسط ممثلا بأحمد فتحي وعبد الفضيل وعاشور ومتعب وجدو وفضل وإكرامي وجيل الشباب الذي يضم شهاب وشكري وعفروتو وطلعت وسعد الدين سمير وربيعة وأيمن اشرف وسعيود وأبو السعود وعبد المنعم وغيرهم من الشباب والناشئين في القطاعات .
فمن المعلوم أن أي فريق يجب أن يضم هذه الأجيال الثلاثة حتى تكمل بعضها البعض ، والأهلي بحاجة للاعبين الكبار حتى ينقلوا خبراتهم لبقية اللاعبين ويأخذوا بيدهم حتى يثبتوا أقدامهم ، وجوزيه يعرف تماما كيفية التعامل مع نفسية اللاعب المصري وهو قادر على إعادة شحن النجوم وتهيئتهم نفسيا لاستعادة بريقهم .
إذن نحن أمام تجربة جديدة للداهية جوزيه وستكون مرحلة فاصلة يتعرض خلالها جوزيه لحجم كبير من الضغوطات وخصوصا من جانب الإعلام المصري الذي لم يكن يوما على علاقة جيدة معه ، ولكن جوزيه بقوة شخصيته وحزمه وخبرته في التعامل مع الأجواء المصرية قادر على تجاوز كل هذه الضغوطات والصعوبات بشرط إن يعود مفعما بالحماس والرغبة لمواصلة الانجازات وليس الركون لما كان في العهد السابق .

ليست هناك تعليقات: