تنظيم كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة فى الاردن سبتمبر المقبل

تنظيم كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة فى الاردن سبتمبر المقبل
تسعى المملكة الاردنية للتنسيق مع الاتحاد الدولى لكرة القدم ( فيفا ) بشأن موعد انطلاق بطولة كأس العالم للسيدات المقرر تنظيمها فى سبتمبر المقبل لان الاردن سيكون مشغولا بالانتخابات النيابية العامة
وحسب الفيفا يبلغ عدد اللاعبات المسجلات رسمياً في كافة أنحاء الأردن 720 لاعبة وقد يبدو هذا الرقم متواضعاً للغاية مقارنة بعدد السكان الذي يتجاوز 6.4 مليون نسمة تُعتبر كرة القدم بالنسبة لمعظمهم أكثر الرياضات شعبية. إلا أن هذا الرقم يشير إلى الخطوة الحاسمة الأولى التي حققتها كرة القدم للسيدات في الأردن.
وفي 30 سبتمبر 2016، سيُحقق إنجاز تاريخي آخر مع إطلاق صافرة بداية كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة FIFA في الأردن لتكون أول بطولة ينظمها FIFA للسيدات في الشرق الأوسط الذي يعتبر منطقة تشكل فيها الحواجز الثقافية عائقاً ربما يحول دون تنظيم أحداث كروية للسيدات.
وقد أكدت سمر نصار، المدير التنفيذي للجنة المحلية المنظمة لكأس العالم للسيدات تحت 17 سنة الأردن 2016 FIFA، أهمية تنظيم البطولة لتعزيز كرة القدم للسيدات في الأردن حيث قالت "ستساهم كأس العالم هذه في تعزيز مكانة كرة القدم للسيدات والرياضة النسوية بشكل عام. وستكون بمثابة رسالة عن تمكين الفتيات والنساء وعن استعمال كرة القدم كمنصة لإحداث التغيير الاجتماعي، ونأمل أن تصل هذه الرسالة إلى جميع بلدان المنطقة."
وتُعتبر سمر نصار مثالاً رياضياً يُحتذى به بعد مشاركتها في نسختين من الألعاب الأوليمبية (2000 و2004). وانطلاقاً من الأثر الذي خلفته إنجازاتها على فئة الشابات في منطقة الشرق الأوسط، فهي تعرف جيداً أن بطولة مثل كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة 2016 FIFA ليست مجرد بطولة فحسب حيث أضافت "عندما تكون الفتيات على أرض الملعب، فهن لا يلعبن من أجل أنفسهن أو بلدانهن، بل من أجل جميع فتيات المنطقة ومن أجل تمكين النساء وترويج المساواة بين الجنسين."
إن تطور كرة القدم للسيدات في الأردن مثال قوي يمكن أن يقتدى به، ليس لمجرد استضافة البلد للبطولة ولكن نظراً إلى المشوار الطويل الذي قطعه خلال فترة زمنية قصيرة جداً. إذ صرّح ماهر أبوهنطش، مدرب المنتخب الوطني للسيدات تحت 17 سنة قائلاً "انطلقت كرة قدم السيدات في الأردن في عام 2005 فقط، ورغم ذلك فإننا نُعتبر واحداً من البلدان الرائدة في غرب آسيا."
ويشرح أبوهنطش الذي كان رائداً لمشروع اختيار لاعبات شابات وتدريبهن لتمثيل الأردن في النهائيات العام المقبل قائلاً "لقد كانت البداية مضنية. فقد كان التحدي الأكبر هو جعل المجتمع يتقبل فكرة أن تلعب الفتيات كرة القدم. عندما تحدثنا إلى العائلات، لم توافق معظمها على الفكرة، ولكن مع مرور الوقت، لاقت اللعبة شعبية في المدارس والجامعات وبدأ المنتخب الوطني في تحقيق نتائج جيدة ليصبح ذلك أمراً عادياً."
خلال العقود الماضية، دعّم الأردن هياكل كرة القدم للسيدات منذ البداية وذلك من خلال تشجيع الفتيات على اللعب في مراكز الواعدات الخمسة عشر المنتشرة في كافة أنحاء البلاد. ويبلغ عدد الفتيات اللواتي تشاركن في أنشطة كرة القدم حوالي 400 فتاة على مدار السنة. في الوقت نفسه، قام الإتحاد الأردني لكرة القدم بتنظيم بطولتين للكبار والناشئات. وستكون كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة 2016 FIFA بمثابة تتويج لهذا الإهتمام بكرة القدم للسيدات كما أنها ستكون نقطة تحول محتملة من شأنها أن تساهم في بلوغ نفس هذه الفكرة مستويات أعلى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا سيما بعد تعديل مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم لقوانين اللعبة في عام 2014 والتي أصبحت تسمح بارتداء غطاء للرأس مثل الحجاب.

تنظيم كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة فى الاردن سبتمبر المقبل
يوجد في البلدان التسعة عشر المكونة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي هي في الغالب بلدان مسلمة حوالي 13 ألف و890 لاعبة مسجلة، وهي نسبة لا تنفك تتزايد بفضل الإستثمار المستمر في أنشطة التنمية. وفي عام 2015، نظم FIFA ما مجموعه 27 حدثاً في المنطقة، إذ شمل سبعة مهرجانات Live Your Goals اكتشفت خلالها 1250 فتاة لعبة كرة القدم لأول مرة بالنسبة لمعظمهن. وعلى سبيل المثال، نظّم FIFA في شهر نوفمبر/تشرين الثاني لوحده دورة تدريبية في العاصمة المصرية القاهرة شاركت فيها نسبة 50 بالمئة من السيدات، ودورة لتدريب حراس المرمى بقيادة اللاعبة السابقة لنادي فرانكفورت ومنتخب ألمانيا مارلين فيسينك، خاضتها 30 امرأة في إيران بالإضافة إلى برنامج Live Your Goals شاركت به 144 فتاة بمدينة الكرك الأردنية.
وفي حالة الأردن، تعتبر المشاركة في برنامج Live Your Goals واحدة من العديد من الأنشطة المرتقبة في إطار برنامج الإرث في كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة 2016 FIFA. وبتحسين المنشآت الرياضية وتنظيم دورات تدريبية وتنظيم بطولات للفتيات في المدارس العامة، يسعى FIFA إلى جانب الإتحاد الأردني لكرة القدم لضمان أن يساهم هذا الحدث بشكل مستمر في تطوير كرة القدم للسيدات في البلد.
وقد صرّحت عبير الرنتيسي، مديرة دائرة كرة القدم للسيدات في الإتحاد الأردني لكرة القدم خلال مهرجان الكرك قائلة "نحن نسعى إلى زيادة عدد لاعبات كرة القدم في الوقت الذي نحاول إذكاء الوعي في المجتمع المحلي بشأن أهمية كرة قدم السيدات. لقد بدأنا بمشروع Live Your Goals في أكتوبر/تشرين الأول 2014 وكانت المشاركة فيه مذهلة. ونأمل أن نحقق نفس نسبة المشاركة عبر كافة أنحاء البلد. وأخيراً، بعد استضافة البطولة، نأمل أن تزيد شعبية كرة قدم السيدات في الأردن."
ولا يزال أمام كرة القدم للسيدات في المنطقة شوطٌ طويل لتقطعه ولكن البذور التي تمت زراعتها بدأت تثمر بوضوح. وقد صرّحت الأميرة بسمة بنت طلال التي تعتبر صوتاً مهماً ينادي بضمان حقوق المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين قائلة "إن وجود فتيات شابات يمارسن الرياضة، ولا سيما كرة القدم هو أمر من شأنه أن يساهم في تغيير الوضع السائد وتصور المجتمع للفتيات والنساء الشابات. إذا كانت امرأة أردنية ترغب في أن تلعب كرة القدم فأنا أحثها على القيام بذلك، لأن المرأة مثال يُحتذى به في المجتمع لتغيير الأدوار التقليدية ومواجهة التصور السلبي للمرأة. وكرة القدم هي السبيل الأكثر صحية والأكثر إلهاماً للقيام بذلك."

شاهد الفيديو

ليست هناك تعليقات: