وأنفقت الأندية الأوروبية الكبيرة وفي طليعتها الإنجليزية أكثر من 3 مليارات دولار، وأن إنفاق أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم لضم لاعبين جدد، بلغ 835 مليون جنيه استرليني، أي 38, 1 مليار دولار، وأن مانشستر يونايتد كان على رأس القائمة بنحو 150 مليون جنيه، وحطمت انتقالات الفرق الإنجليزية الرقم القياسي السابق الذي سجل الموسم الماضي، وقدره 630 مليون جنيه، وأغلق الدوري الإنجليزي سوق الانتقالات الصيفية على رقم قياسي جديد، حيث بلغ حجم إنفاق الأندية.
وبعد الموسم السيئ له في الموسم الماضي والذي خرج فيه «صفر اليدين» من مختلف البطولات، كان منطقياً أن يصبح مانشستر يونايتد الأكثر إنفاقاً هذا الصيف حيث تعاقد مع كل من فالكاو من موناكو والأرجنتيني آنخل دي ماريا «ريال مدريد الإسباني» والأسباني أندير هيريرا (أتلتيك بلباو الإسباني)، واستفادت الأندية الإنجليزية هذا الموسم من الارتفاع الكبير في قيمة عقود البث التلفزيوني.
وبالنسبة الى الأندية الإسبانية، فقد أنففت أكثر من 700 مليون دولار في صفقات شراء اللاعبين، وكان العملاقان ريال مدريد وبرشلونة في طبيعة الحال الأكثر إنفاقاً، خصوصاً بضم الأول للشاب الكولومبي خاميس رودريجيز من موناكو الفرنسي والثاني للمهاجم الأوروجوياني لويس سواريز من ليفربول الإنجليزي، وأنفقت أندية الدوري الإيطالي نحو 450 مليون دولار، مقابل نحو 415 مليوناً للأندية الألمانية، و165 مليونا للأندية الفرنسية.
وفي «ميركاتو الصيف» لم تكن هناك العديد من المفاجآت، وتنبهت معظم الأندية إلى قانون الاتحاد الأوروبي الجديد فيما يخص بالمصروفات والتقيد بها، وعدم الإسراف في دفع المبالغ الطائلة، ومنح الأجور المرتفعة للاعبين، فيما يصب بمصلحة جميع الأندية الغنية والفقيرة، والأخيرة على وجه الخصوص، لإنشاء توازن معقول بين أسعار اللاعبين ومردودهم، والواقعية في بعض الأحيان، فيما يخص سعر اللاعب والعرض والطلب عليه من بقية الأندية، وهو ما وضح فعلاً في العديد من الأمثلة والصفقات التي آجراها كبار الأندية في أوروبا، عندما أتمت صفقات لا تتجاوز 10 ملايين يورو، إضافة الى الإعارات الكثيرة التي سيطرت على سوق هذا العام وأيضاً الانتقال الحر.
وكان التجديد الكامل لبعض الأندية ضرورة ملحة، نظراً للنتائج التي حققتها بالموسم الماضي، وقاد لويس فان خال المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد الجديد هذه مرحلة التجديد لنادي «الشياطين الحمر»، والذي خرج من موسم كارثي بجميع المقاييس على مستوى البطولات والمركز في ترتيب الدوري، ليحرمه المشاركة في دوري أبطال أوروبا هذا العام، والمشاركة في الدوري الأوروبي، ليبرم النادي 7 صفقات بمستوى عالٍ في جميع المراكز لإعادة التوازن إلى «قلعة أولد ترافورد» مرة أخرى، والرهان على موسم مغاير لسابقة، وكما هو الحال لمانشستر في إنجلترا، فإن النادي الكاتالوني الكبير برشلونة، مضى على طريقة الإنجليز بتغير جذري لعدد من اللاعبين، بجانب التعاقد مع المدرب الإسباني لويس إنريكي، إضافة الى 8 لاعبين كان أبرزهم لويس سواريز صاحب أغلى قيمة انتقال في هذا الصيف بما يقارب 95 مليون يورو، ورغم التغييرات التي حدث في الناديين السابقين، إلا أن ميلان الإيطالي وبقيادة مديره العام جالياني، نجح في تغيير تشكيلة الفريق بشكل كامل، بعد إسناد المهمة لقناصه المتميز فيليبو إنزاجي لقيادة دفة الفريق، ونجح جالياني في إبرام صفقات بمستوى وجودة عالية بالنسبة للاعبين والأسماء التي انتدبتهم الإدارة الميلانية ولكن بأقل مصروف!، عندما نجح جالياني في التوقيع مع 9 لاعبين كانت أغلب صفقاتهم الإعارة أو الانتقال الحر، وعلى رأسهم مهاجم تشيلسي فيرناندو توريس، والحارس الإسباني المتألق مع الريال في آخر سنتين دييجو لوبيز
وبالمقارنة مع الأندية الثلاثة السابقة، فإن بعض الأندية لم تدخل السوق بقوة، أو باستقطاب لاعبين عدة، إلا أنها في الوقت نفسه صرفت الكثير لاستقطاب اللاعبين، مثل ريال مدريد الإسباني بعد استقدامه هداف كأس العالم الأخيرة جيمس رودريجيز بـ 80 مليون يورو، قادماً من موناكو، وتوني كروس الألماني بـ 30 مليون يورو من بايرن ميونيخ.
وعند المقارنة بين الدوريات الأربعة الكبار «الإنجليزي والإسباني والإيطالي والألماني، نلاحظ أن البطولات المذكورة أجرت خلال فترة الانتفالات الصيفية 370 صفقة، بلغت مليار و752 مليون و400 ألف يورو، وبلغ عدد صفقات الانتقال الكامل257 صفقة، ولم يكشف عن المقابل المالي لـ 94 صفقة، بينما بلغ عدد صفقات الإعارة في البطولات الأربع 118 صفقة، والانتقال المجاني في 95 صفقة.
تصدر الدوري الانجليزي قائمة الدوريات الأكثر صرفاً بين الدوريات الأربعة الكبرى في أوروبا، كما هو معتاد في كل موسم فإن الأندية الانجليزية تتمتع بقوة اقتصادية كبيرة تجعلها في صدارة هذا الترتيب دائماً، وأبرمت 149 صفقة منها 98 حالة انتقال كامل و24 إعارة و27 انتقال مجاني.
ورغم أن هذه الأرقام تعد مستغربة نظراً لقانون الاتحاد الأوروبي الجديد في قضية التقليل من المصروفات، إلا أن بعض الأندية كانت مجبره على إبرام صفقات عملاقة لإعادة هيبتها، مثل مانشستر يونايتد الذي صرف في «الميركاتو» 182.5 مليون يورو لاستقطاب 6 لاعبين فقط هم آنخيل دي ماريا الذي كلف الإدارة 75 مليون يورو، وأندير هيريرا بـ 36 مليون يورو ولوك شو بـ 34 مليون يورو وماركوس روخو بـ 20 مليون يورو ودايلي بليند بـ 17.5 مليون يورو، فيما تعاقد النادي مع الحارس ميلينكوفيتس بصفقة انتقال حر، بجاب إعارة المهاجم الكولومبي رادميل فالكاو، ويأتي بعد ذلك ليفربول الذي أبرم 9 صفقات بعد عودته الموسم الماضي للمنافسة، ورغبته الشديدة في العودة مرة أخرى إلى سكة البطولات، والمشاركة في دوري أبطال أوروبا، ناهيك عن استثمار بيع مهاجمه وهداف الدوري الانجليزي بالموسم الماضي لويس سواريز، بمبلغ ضخم بلغ 95 مليون يورو، لتسارع إدارة «الريدز» في شراء ديان لوفرين بـ 25 مليون يورو وأدام لالانا بـ 31 مليون يورو، ولازار ماركوفيتش بـ 25 مليون يورو وماريو بالوتيلي بـ 20 مليون يورو، وألبيرتو مورينهو بـ 15 مليون يورو وإيمري كان وديفوك أوريجي بـ 12 مليون يورو لكل منهما، وريكي لامبرت بخمسة ملاين يورو، وإعارة خافير مانجوليو.
وفي الجانب الآخر، دخل تشيلسي الإنجليزي بقيادة مدربه جوزيه مورينهو بكل حذر وواقعية ليطالب إدارته بشراء مهاجم «سوبر» ليحل العقم الهجومي الذي صاحب نادي تشيلسي على مستوى المهاجمين وتسارع الإدارة لتلبية طلبات المدرب البرتغالي بالتعاقد مع دييجو كوستا بـ 40 مليون يورو ولوك ريمي بـ 13.3 مليون يورو وسيسك فابريجاس بـ 36 مليون يورو وفيليبي لويس بـ 20 مليون يورو.
ودخل الفرنسي آرسين فينجر مدرب أرسنال سوق اللاعبين بإبرام 5 صفقات، أهمها الفوز بتوقيع المهاجم التشيلي سانشيز بمقابل ضخم بلغ 44 مليون يورو، وصفقة الأمتار الأخيرة التي أبرمها أرسنال باستقطاب دانيل ويلباك بـ 20 مليون يورو، بجانب التوقيع مع المدافع الفرنسي دوبوشي بعشرة ملايين، وعند الحديث حول حامل لقب البريمر ليج مانشستر ستي، فإن الفريق «السماوي» لم يدخل بقوة في سوق الانتقالات الصيفية في هذا العام معبراً عن الاكتفاء الذي يعيشه بفضل الصفقات التي أبرمها بالسنوات الماضية، إلا أنه فضل التوقيع مع اللاعبين حسب الحاجة الملحة ونجح في التوقيع مع اليكومي مانجلال بمبلغ 54 مليون يورو وفيرناندو ريجيس بـ 15 مليون يورو والحارس ويلي كاباليرو بثمانية ملاين يورو.
الريال والبارسا وأتلتيكو تستحوذ على 91% من تكلفة صفقات «الليجا»
لم تكن الأندية الإسبانية نشطة في السوق الصيفية بالشكل المطلوب إذا ما قارنا جميع الأندية الـ 20 في «الليجا»، إلا أنه بالنظر إلى الأرقام المسجلة فإن الدوري الإسباني يحتل المركز الثاني في قائمة الإنفاق، الذي أصبح محصوراً بين الأندية الثلاثة الأقوى في السنوات الماضية، وهي برشلونة وريال مدريد وأتلتيكو مدريد، حيث أنفقت الأندية الثلاثة ما يعادل 91% من الإنفاق في السوق الكروي للدوري الإسباني، والذي أنفق 451.15 مليون يورو، منها 412.7 مليون يورو نصيب الأندية الثلاثة.
وتصدر برشلونة قائمة الإنفاق في «الليجا» الإسبانية لهذا العام بعد موسمه المخيب للآمال والذي خرج منه دون بطولة واحدة، ليباشر في تدعيم صفوفه بالعديد من الصفقات الكبرى ليصرف 184.7 مليون يورو، وكانت أبرز صفقات فريق كاتالونيا، هي المهاجم الأروجوياني لويس سواريز بمبلغ 95 مليون يورو، والمدافع الإسباني جيريم ماثيو بمبلغ 20 مليون يورو، والكرواتي إيفان راكيتش بـ19 مليون يورو، والمدافع الفرنسي توماس فيرمالين بـ 19 مليوناً، بجانب الحارس تير شتيجن وأندريه برافو بـ 12 مليون يورو لكل حارس.
ويأتي في المركز الثاني من ناحية الإنفاق نادي ريال مدريد على الرغم من قلة صفقاته، وعددها أربعة فقط إلا أن النادي الملكي استقطب هداف كأس العالم الأخيرة الكولومبي جيمس رودريجيز بمبلغ ضخم بلغ 80 مليون يورو، بجانب نجم كأس العالم والمنتخب الألماني توني كروس بـ30 مليون يورو، والحارس المتألق في كأس العالم أيضاً الكوستاريكي كايلرو نافاس بعشرة ملايين، وإعارة خافيير هيرنانديز، وأخيراً يأتي أتلتيكو مدريد حامل لقب الدوري الإسباني، الذي اضطر في نهاية الموسم للتخلي عن عدد من اللاعبين المهمين في تشكيلة فريقه، مما دفع غدارة أتلتيكو للتوقيع مع 8 لاعبين، أبرزهم المهاجم الكرواتي ماريو ماندجوكيتش بمبلغ 22 مليون يورو، وأنتونيو جريزمان الفرنسي بـ30 مليون يورو والمهاجم الإيطالي إليسيو تشيرشي بـ16 مليون يورو.
ليست هناك تعليقات: