الاخضر يتحدى الانجليز اليوم


300 مليون عربى وأكثر من 35 مليون جزائري ينتظرون أن يكرر محاربو الصحراء مفاجأة مونديال اسبانيا 1982 عندما يلاقون مساء الجمعة في كيب تاون المنتخب الانجليزي العتيد في مباراة تعد مصيرية للخضر للابقاء على حظوظ التأهل للدور الثاني.

وتلقت شباك الجزائر هدفا بطريقة ساذجة في الدقائق الأخيرة من لقائها الاول ضد سلوفينيا لتخسر النقاط الثلاث للمباراة كانت في متناولها. ويتعين اليوم على رفاق نذير بلحاج ان يخرجوا بأفضل نتيجة ممكنة امام كتيبة المدرب العالمي الايطالي فابيو كابيلو وفي مقدمتهم المهاجم الخطير واين روني.

ويمني الجزائريون والعرب النفس لتكرار انجاز الاسطورة رابح ماجر ورفاقه في مونديال اسبانيا عندما صعقوا العالم بفوزهم على منتخب المانيا الغربية القوي وكانوا قاب قوسين او ادنى من المرور الى الدور الثاني لولا "فضيحة خيخون" وهي المؤامرة التاريخية بين الألمان والنمسا لاقصاء الجزائر.

ولن يكون اليوم اي مجال للمؤامرات اذ يكفي الجزائر الفوز لابقاء حلم التأهل بين يديها. وهي تملك الأسلحة الكافية لتحقيق ذلك رغم صعوبة المهمة.

ودخلت الجزائر المونديال بعد ان أدت مشوارا رائعا في التصفيات تصدرت على اثره ترتيب مجموعتها على حساب المنتخب المصري القوي وصاحب الخبرة وحسمت معه ورقة الترشح في موقعة ام درمان الشهيرة. كما قدمت الجزائر انطباعا جيدا في نهائيات امم افرقيا الاخيرة بانغولا رغم غيابها لدورتين متتاليتين عن المسابقة حيث أدركت المربع الذهبي بعد ان قدمت اداء مذهلا امام الايفواريين في الربع النهائي وانتزعت فوزا مثيرا "3-2" رغم تخلفها مرتين في النتيجة.

غير ان الجزائريين المتعطشين للانجازات بعد الحقبة السوداء التي مرت بها البلاد منذ مطلع التسعينات، لم يحافظوا على المردود المميز الذي قدموه طيلة تصفيات المونديال والنهائيات الأفريقية فسرعان ما دبت حالة من الارتخاء بين اللاعبين في مرحلة الاعداد للنهائيات ولم يفز الخضر الا بالمباراة الاعدادية الأخيرة ضد الامارات بهدف وحيد فيما سقطوا قبل ذلك بثلاثية نظيفة امام كل من صربيا وايرلندا.

وعانت الجزائر كثيرا من العقم الهجومي كما زادت الاصابات الكثيرة من تعقيد الأمور امام المدرب رابح سعدان الذي دفع بتشكيلة اضطرارية أمام سلوفينيا في المباراة الأولى بالمونديال وكانت النتيجة عكس ما كان ينتظره كل الجزائريين والعرب رغم المردود الجيد للخضر الذين سيطروا على المباراة وكانوا الأفضل الى ان طرد غزال بعد ربع ساعة من نزوله الميدان ومن ثم الخطأ القاتل للحارس شاوشي الذي خادعته كرة ارضية كانت في متناوله.

وليس لمحاربي الصحراء ما يخسرونه اليوم امام المنتخب الانجليزي الذي لم يقدم اداء جيدا أمام منتخب الولايات المتحدة وخرج بتعادل في طعم الهزيمة. وقال المدرب رابح سعدان في مؤتمر صحفي "انجلترا منتخب كبير وقوي، وشخصيا أراه بين المرشحين للفوز باللقب، لكننا لا نخاف مواجهته، وليس لدينا أي شيء نخسره أمامه". وأضاف سعدان انه سيطلب من لاعبيه تقديم أفضل ما عندهم مشيرا أن الفريق سيدافع ويهاجم بأكبر عدد ممكن من اللاعبين.

وتابع "قلت للاعبين عليكم بإعادة نفس الأداء الذي قدمتموه ضد سلوفينيا مع العمل على تحسينه في جوانب معينة. عاينت الانجليز ووقفت على نقاط قوتهم وضعفهم مثلما هم يعرفون كل شيء عنا".

وينتظر ان يدفع المدرب الجزائري باللاعب بودبوز او جمال عبدون ضمن التشكيل الأساسي فيما يظل الشاوشي الحارس الأساسي والأول للفريق حسب ما صرح به المدرب.

ليست هناك تعليقات: