هل يجوز افطار لاعبو المنتخب فى نهار رمضان ؟

تثير الفتوى الصادرة عن دار الإفتاء المصرية بإباحة إفطار لاعبي كرة القدم المحترفين غضب ما تسمى بجبهة علماء الأزهر التي اعتبرت الأمر تمييعا، مؤكدة على أن "التمييع هو أخطر ما يعانيه ديننا الآن، وهذا التمييع هو افتك الأسلحة التي يحارب بها اليوم وان رأس مال المسلم دينه"، كما جاء بالحرف في بيان الجبهة الذي صدر عنها.
تجدر الإشارة إلى أن دار الإفتاء أصدرت قبل أيام فتوى تجيز إفطار لاعبي كرة القدم الذين يلعبون مباراة مهمة في شهر رمضان، لكن مع بعض التحفظات معتبرة لاعب كرة القدم أجيرا لدى ناديه، سيما إذا كان ذلك مصدر دخله الوحيد، ومستندة في فتواها إلى كون فقهاء مثل الشيخ ابن حجر الهيتمي الشافعي، أباحوا الفطر للأجير أو صاحب المهنة الشاقة، إلا في حالة ما إذا كان الأجير مكتفيا أو كان عمله بالليل. وكان الدافع لإصدار الفتوى، مباراة كرة القدم التي ستجمع يوم الخامس من سبتمبر بعد منتصف النهار، الفريق الوطني المصري ونظيره الرواندي.
وقد أدلى سمير زاهر، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم بتصريح مفاده أن الجهاز الفني لن يجبر لاعبيه على الإفطار أثناء هذه المباراة المنتظرة، مضيفا: "رغم أن المباراة ستقام الثالثة ظهرا في رواندا ونتيجتها لا تقبل القسمة على اثنين، لكن لدينا ثقة في لاعبينا وأنفسنا على الأداء الجيد".
نفس الجدل يسود الجزائر بالرغم من أنه لم تصدر أي فتوى بالصدد بعد، إلا أن المدربين يأملون بفتوى تصدر عن الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. ولا يقتصر الأمر هنا على كرة القدم فقط، بل يشمل كل الرياضيين.
وقد صرح أحد لاعبي المنتخب الجزائرى عام 1986" معظم لاعبي المنتخب في مونديال 1986أفطروا، ليس فقط في أيام المباريات، بل أيضا طيلة تواجد المنتخب في المكسيك التي كانت تستضيف البطولة بعد نقاش طويل استنادا إلى فتوى من الشيخ المصري الراحل محمد الغزالي".
ويختلف علماء المغرب في إباحة أو عدم إباحة إفطار لاعبي المنتخب المغربي لكرة القدم، أثناء المباراة التي ستجمعهم يوم السادس من سبتمب بالفريق التو جولي في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأسي العالم وكاس إفريقيا.
هناك من العلماء المغاربة من يبيح الإفطار في هذه الحالة نظرا لأن اللاعبين المغاربة يعتبرون في عداد المسافرين، إلا أنه هناك بالمقابل من يرفض الإباحة تماما باعتبار أن كرة القدم لا تعد إلا لعبا في النهاية ليس إلا، كما يؤكد على ذلك أكبر علماء المالكية في المغرب الشيخ محمد التاويل.
وفي تبيان لحكم الشرع بشأن هذا الجدل، قال المفكر الاسلامى الدكتور محمد البنا، "إن الصوم واجب على كل مسلم بالغ عاقل مكلف، لا يُستثنى من ذلك أحد إلا أصحاب الأعذار المذكورة في القرآن الكريم، كالمريض والمسافر وذوات الحيض والنفاس، وألحق بهم الفقهاء الحامل والمرضع وكبار السن الذين لا يطيقون الصوم".
"أما بالنسبة للرياضيين -يواصل د. البنا- فلا يستثنون من ذلك إلا إذا كانوا على سفر، وساعتها يكون الإفطار لعلة السفر وليس لعلة اللعب أو المجهود المبذول في اللعب، ما دام هذا الجهد ليس مهلكا للصحة؛ فهذه (لعب المباريات) هي مهنته، وأصحاب المهام الشاقة لم يستثنهم الفقهاء من الصوم إلا إذا مرض أحدهم فيلحق بالمريض أو سافر فيلحق بالمسافر أو كادت نفسه تهلك فيجوز له الإفطار بشهادة طبية
وبالتالي رأى د. البنا أنه "لا يجوز للاعبين أن يفطروا في نهار رمضان إلا بعذر مما تقره الشريعة"
لمزيد من المعرفة والثقافة الاسلامية اضغط هنا

ليست هناك تعليقات: